الاثنين، 9 يوليو 2012

ذات الوشاح ... ( من نبض قلمي )



سارت بهيَّةٌ بين الأروقة ، وتزيَّنتْ بها الطرقات ، مررتْ عطفاتها على أفئدة خَفْقى بقوانين الجاذبية البشرية التي سرت في الكائن الذكري فأشعلتْ شحناته سلباً وإيجاباً
.. ذلك الكائن الذي فُتنَ بعشق الحسناوات
مُذُّ أن وُجِد في بوتقة الرحم إلى أن طُرحَ فارتُئِيا
على بساط الحياة يهيمُ.
بهيًّةٌ أطلقت شراعاً للهوى ،فارْتَدتْ معطفاً ورديّاً ، وأبدتْ ساقيْها الجميلتين بلباسٍ فاخرٍ شافٍ وضّاحاً للتقسيمات الجسدية، نازعاً كلتيهما عن الأخرى .
بهيَّةٌ في سيرها جعلتْ عباءتها وِشاحاً
يعتليه المِعطف الحريري ، وانطلقتْ من أدراجها تسابق الرياح ..
حملتْ بهيَّةٌ قِنْينةَ عطرٍ نرجسي ، وهاتِفاً أنيقاً لامستهِما أنامِلُها ، وأسمعت صوتَ أظفارها المزهو _ بالطلاء الأحمر _ من حولها
.. إنْي بهيَّةٌ .
أخذتْ الحسناءُ تجول هُنا وهُناك .. وبينما هنالك على الأرصفة ِ من الرِجال مَنْ شاهتْ أعيُنِهم وغاب ضياؤُها إلا عن بهيَّةٍ .
فأخذوا مع كل رشفاتِ الأدخِنةِ المتصاعدة من أُنوفهم يرقبون لم يفترّوا عن ملاحقة الجميلة،
قضوا ليلتهم الحالِمة وتبِعَ الفِكرُ رحيلَ البصرِ
حتَّى الصباح .
لم يبرحوا مكاناً حتّى غَرُبَتْ سيدة ُ البهاءِ
حينها انطلقَ كلٌ إلى حيث كان
ها هم وصلوا ؛ وقع نِعالِهم يوحي بالضَجرِ.
دخلوا المكان وأوقدوا المصابيح وكلٌ يندبُ سوء طالِعهِ .

بهيَّةُ الحُسنِ الآسرِ
خُفِقَ الفؤادُ بالآمال

نظرةً شافيةً حانيةً
تُفيقُ أشباه الرجال

بهيَّةُ الحُسن الوَضَّاءِ
بِئس الصنيع و الخِلال

أَوْرَدتِ الأنفُس الهلْكى

سُبُل َغيٍّ . سُبُلَ ضَلال

بهيَّة الحسنِ ويحُكِ
كُبِّلتِ بسلاسلٍ وأغلال

هذا المآل مآلك
وليس لكِ من وال

إن لم تُهَذِِّبي نفساً
وتُسْلِمي لِذِي الجلال

هاكِ نُصْحي أُخيَّتي

رشَفْتَها مِن نبعٍ زُلال

كُوني فتاةً للهُدى
وكُوني بعيدة  المنال

أنْعِم بِخُطاك حينها

ومسيرُ عِزٍ لا إذلال


بقلم : أفاق المزن
*مدونة رحلة المشتاق*

ليست هناك تعليقات:


حينما تكبل فئة من الناس الذنوب وتغمس أفئدتهم في مستنقع الشهوات من عفن الغناء إلى صخب وانحطاط المشاهد وإدمان النظر إلى المومسات ... حينها يطلق قلمي العنان لرحلة المشتاق إلى بلاد الأشواق ... حيث اللذة الدائمة والنعيم المقيم ياأهل الدنيا