الأحد، 26 أغسطس 2012

اللذة المؤلمة والالم اللذيذ










متى تكون اللذة مؤلمة؟

1- عندما تستمتع بلذة النوم و تستيقظ صباحاً و قد فاتتك صلاة الفجر الذي قال عنها رسولنا الكريم:" لو علم الناس ما بها من خير لأتوها حبواً".
2- عندما تستمتع بالنوم حتى وقت متأخر و قد فاتك قسط اليوم من الرزق
3- عندما تستمتع بما لذ وطاب من الأكل و الشرب و لا تراعي أرتفاع وزنك. و قد قال الله تعالى
: "وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ‎ "
4- عندما تستمتع بمشاهدة منظر خليع يشعرك باللذة (و غيرها أعظم) و لا تضع أعتبار لكونها سبب المصائب التي تقع فيها في كل يوم، سواءً في عملك أو في منزلك أو حارتك، و قد قال الله تعالى: "وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ"
5- عندما تصلي و عقلك يستمتع بالتفكير و الأنشغال بمشاريعك و تحرم قلبك من لذة الإيمان و عقلك من التأمل في آيات اليقين التي تجلب السعادة و الأمان و الرزق الحلال نتيجة التقوى و الإيمان و كذلك القوة نتيجة التوكل.
متى يكون الالم لذيذ؟
1- عندما تقف بين يدي الله في الثلث الأخير (أربع ساعات متواصلة) من الليل و تشبع قلبك من الأيمان و عقلك بالتدبر في كلام الله الذي يزيدك أيماناً و يقيناً.
2- عندما تحرم نفسك من ملذات الدنيا و تتحمل ألم الفتن ثم تحصد نتيجة ذلك جنة عرضها السموات و الأرض خالداً فيها.
3- عندما تسهر الليالي و ترهق نفسك بالمذاكرة لتحظى بنتيجة مشرفة في المدرسة أو الجامعة
. 4- عندما تستحمل ألم العمل المرهق و الشديد لتحصد فيما بعد النجاح و المال الوفير.
؛؛
بإختصار، المتعة قصيرة الأجل تتبعها ألم طويل الأجل
و الألم قصير الأجل يتبعها متعة طويلة الأجل
و تعتبر هذه الإستراتيجية من الأستراتيجيات التي يستخدمها الأمريكان في الدعم المعنوي و توجيه صفوف الموارد البشرية و الذي تعتبر الثروة الحقيقية للأقتصاد، و قد أستخدمها مدرب التنمية البشرية الأكثر شهرة في أمريكا أنتوني روبنز في كتابه أيقظ قواك الخفية.
بينما لو عدنا إلى ديننا الحنيف الذي ذكر في منذ أكثر من 1400 سنة هذه الأستراتيجية السلوكية، أن الصبر القصير الأجل في الدنيا تتبعها حياة خالدة في الأخرة، لقول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ"
و أن المتعة القصيرة في الدنيا تتبعها ألم شديد في الآخرة خالداً فيها ، لقول الله تعالى: :"نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ"

حينما تكبل فئة من الناس الذنوب وتغمس أفئدتهم في مستنقع الشهوات من عفن الغناء إلى صخب وانحطاط المشاهد وإدمان النظر إلى المومسات ... حينها يطلق قلمي العنان لرحلة المشتاق إلى بلاد الأشواق ... حيث اللذة الدائمة والنعيم المقيم ياأهل الدنيا