بقلم / افاق المزن
لا يصيب عذاب
القبر إلا الكفار، والمنافقين ،والفساق ،
أما من عمل صالحا ، فإن عمله خير وقاية له
، قال جل ثناؤه ( ومن عمل صالحا فلأنفسهم
يمهدون)
فقد فسر مجاهد ، المفسر الشهير ، هذه الآية بأنها ( "في
القبر ") ، فالعمل الصالح خير ما يمهد به العبد المؤمن لنفسه في القبر ـ
وقد مر معنا تحت عنوان " الأعمال الصالحة تحاور
صاحبها " مايثبت ، ويؤكد ذلك في حديث مطول ( سنعرج عليها بحول الله في تدوين
آخر)
وإليك إيها القارئ الكريم أسوق الحديث التالي هدية
عظمى يهديها رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى كل مؤمن:
يقول عبدالرحمن بن سمرة : خرج علينا رسول الله صلى الله
عليه وسلّم ونحن في صفة بالمدينة ، فقام علينا فقال : " إني رأيت البارحة عجبا
: رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه ، فجاء بره بوالديه فرد ملك الموت
عنه ـ
ورأيت رجلا من أمتي قد أحتوشته الشياطين ، فجاء ذكر الله فطير الشياطين عنه ـ
ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا كلما دنا من حوض منع وطرد
، فجاءه صيام شهر رمضان فأسقاه ، وأرواه ـ
ورأيت رجلا من أمتي ، ورأيت النبيين جلوسا حلقا
حلقا ، كلما دنا إلى حلقه طرد ومنع ،
فجاءه غسله من الجنابة ، فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي ـ
ورأيت رجلا من أمتي ، من بين ظلمة ، ومن خلفه ظلمة ، وعن
يمينه ظلمة، وعن يساره ظلمه ، ومن فوقه ظلمة ، وهو متحير فيه ، حجه وعمرته
فاستخرجاه من الظلمه، وأدخلاه في النور.
ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النّار وشررها ، فجاءته
صدقته ، فصارت سترا بينه وبين النّار وظللا على رأسه .
ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولايكلمونه ، فجاءته
صلته لرحمه فقالت : يامعشر المؤمنين إنه كان وصولا لرحمـــه ، فكلموه ـ فكلمه المؤمنون ، وصافحوه ، وصافحهم
ـ
ورأيت رجلا من أمتي قد أحتوشته الزبانية ، فجاءه أمره
بالمعروف ونهيه عن المنكر ، فاستنقذه من أيديهم وأدخله في ملائكة الرحمة .
ورأيت رجلا من أمتي قد ذهبت صحيفته من قبل شماله فجاءه
خوفه من الله عز وجل ، فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه .
ورأيت رجلا من أمتي خف ميزانه ، فجاءه أفراطه فثقلوا
ميزانه.
ورأيت رجلا من أمتي قائما على شفير جهنم ، فجاءه رجاؤه
من الله عز وجل ، فاستنقذه من ذلك ومضى .
ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النّار ، فجاءته دمعته
التي بكى من خشية الله عز وجل ، فاستنقذه من ذلك .
ورأيت رجلا من أمتي قائما على الصراط ، يرعد كما ترعد
السعفة في ريح عاصف ، فجاءه حسن ظنه بالله عز وجل ، فسكن روعه ومضى.
ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة ، فغلقت
الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ، ففتحت له الأبواب ، وأدخلته
الجنة"
كتاب :(اللهم بلغنا
الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا)
المؤلف : د / ياسين بن صالح أندرقيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق