قال النووي رحمه الله : ( قال العلماء : سبب ذلك إنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى ، واعتراف بالإذعان إليه ـ وأنه لا صانع غيره ـ ولا راد لأمره ـ وأن العبد لا يملك شيئا من الأمر ـ ومعنى الكنز هنا : أنه ثواب مدخر في الجنة ـ وهو ثواب نفيس ، كما أن الكنز أنفس أموالكم )
2 -وقال ابن رجب رحمه الله ( فإن المعنى : لا تحول للعبد من حال إلى حال ، ولا قوة له على ذلك إلا بالله ،وهذه كلمة عظيمة وهي كنز من كنوز الجنة ).
3 _ قال ابن القيم رحمه الله ( لمّا كان الكنز هو المال النفيس المجتمع الذي يخفى على أكثر الناس وكان هذا شأن هذه الكلمة ، كانت كنزا من كنوز الجنة ،فأوتيها
النبي صلى الله عليه وسلّم من كنز تحت العرش ، وكان قائلها أسلم واستسلم لمن أزمّه الأمور بيديه وفوّض أمره إليه) ـ
وقال إن العالم العلوي والسفلي له تحول من حال إلى حال وذلك التحول لا يقع إلا بقوة يقع بها التحول ، فذلك الحول وتلك القوة قائمة بالله وحده ، وليست بالتحويل فيدخل في هذا كل حركة في العالم العلوي والسفلي ، وكل قوة على تلك الحركة كحركة النبات ، وحركة الطبيعة ، وحركة الحيوان ، وحركة الفلك ، وحركة النفس والقلب ، والقوة على هذه الحركات التي هي حول ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ).
وقال ( هذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة ، وتحمّل المشاق ، والدخول على الملوك ومن يُخاف ، وركوب الأهوال ) .
وبيّن رحمه الله في زاد المعاد ( أن لهذه الكلمة تأثيرا قوياَ في دفع داء الهم والغم والحزن . قال : لما فيها من كمال التفويض والتبري من الحول والقوة إلا به ، وتسليم الأمر كله له ، وعدم منازعته في شيء منه ، وعموم ذلك لكل تحول من حال إلى حال في العالم العلوي والسفلي والقوة على ذلك التحول ، وإن ذلك بالله وحده ، فلا يقوم بهذه الكلمة شيء). قال : ( ولها تأثير عجيب في طرد الشيطان ) .
وقال ابن القيم : " إن دور الجنة تبنى بالذكر فإذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسك الملائكة عن البناء "
فكرر قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) فإنها تشرح البال وتصلح الحال وتحمل بها الأثقال وترضي الرحمن وكنز من كنوز الجنة .
وقال : الرسول صلى الله عليه وسلّم ( من قال لاحول ولا قوة إلا بالله كانت له دواء من تسعة وتسعين داء "رواه ابن حبان "أيسرها الهم)
وقال الترمذي : من قال لاحول ولا قوة إلا بالله ولا منجى من الله إلا إليه كشف الله عنه سبعين باباَ من الضر أدناهن الفقر)
وقال شيخ الإسلام _ ابن تيمية _ رحمه الله ( هذه الكلمة بها تحمل الأثقال ، وتكابد الأهوال ، وينال رفيع الأحوال )
وقال : ( هذه الكلمة كلمة استعانة ، لا كلمة استرجاع ، وكثير من النّاس يقولها عند المصائب بمنزل الاسترجاع ، ويقولها جزعاً لا صبراً)
خطأ في لفظة كلمة ( لا حول لله )
قال الشيخ بن عثيمين _ رحمه الله : فيها نفي القدر عن الله ، وهو من الكفر ، والصحيح أن يقول ( لاحول ولا قوة إلا بالله)
فيها إثبات القدرة والقوة لله تعالى .