الثلاثاء، 19 يونيو 2012

المواقع الدعوية ودورها في تفعيل الدعوة النسائية

بقلم/د. منيرة بنت عبدالله القاسم.
الحمد لله رب العالمين الذي أرسل رسوله هدى للعالمين القائل في كتابه العظيم: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }(فصلت:33) ,والصلاة والسلام على أشرف خلق الله رسولنا القائل: [فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم]صحيح البخاري,وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على دربهم واهتدى بهداهم ودعا بدعوة الإسلام إلى يوم الدين.
فالدعوة إلى الله فريضة عظيمة خص بها أنبيائه وحمل لوائها التابعين من بعدهم والآخذين بمنهجهم وجعلوها رسالة لهم إلى قيام الساعة تحقيقاً لقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }. [يوسف:108]
فمسؤولية الدعوة إلى الله هي من شأن كل مسلم، رجلاً كان أم امرأة، والمواقع الإلكترونية مجال خصب يمكن للدعاة أن يعطوه جزء من اهتمامهم ووقتهم للعديد من الأسباب نوجزها في النقاط التالية:

لماذا الإنترنت للدعوة ؟؟
- الانتشار الواسع للإنترنت: حيث يتزايد أعداد المستخدمين له بصورة متسارعة يوماً بعد يوم.
- سهولة الاستخدام: فيمكن للفرد العادي إتقان استخدام هذه التقنية بعد تدريب بسيط.
- الحرية في الاستخدام وعدم وجود الرقابة: حيث يستطيع أي شخص الدخول لأي موقع دون ضوابط من أي جهة خارجية.
- الإقبال المتزايد للحصول على المعلومات: عبر المواقع المختلفة باعتبارها مرجعاً للعديد من العلوم والمجالات.
- رخص الكلفة: مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى كالصحف والمجلات والتلفاز والإذاعة.
- استخدام الإنترنت متاح للجميع: في كل الأوقات ليلاً ونهاراً؛ لذا يتمكن أكبر عدد من المستخدمين في كافة أنحاء العالم من استخدامه على مدار اليوم وفي نفس الوقت.
- سرعة انتقال ووصول المعلومات: أياً كان مصدرها ونوعها؛ فيتمكن الشخص من الحصول على المعلومة في نفس اللحظة.
- إمكانية استخدام الوسائط المتعددة (الأصوات-الصور-الأفلام): وهذا يتيح نقل وعرض الخطب والمحاضرات والندوات والأفلام والبرامج بالصوت والصورة.
- يستخدمه جميع الفئات: بمختلف مشاربها واتجاهاتها واهتماماتها مما يعني وصول الدعوة إلى أكبر شريحة من الكبار والشباب والصغار.
- مواجهة الدعوات التنصيرية النشطة: من خلال الإنترنت والتي تزايدت في الفترة الأخيرة.
كيف ندعو من خلال الإنترنت ؟؟
- توضيح مبادئ الإسلام وأهدافه وكيفية الدخول فيه بشكل مبسط وبعدة لغات؛ فلا بد من الأخذ في الاعتبار بأن الشبكة عالمية وبالتالي فالزائرون للمواقع غير محددي التوجه ونتوقع أن هناك من هم بحاجة إلى معرفة أبسط أمور الدين الإسلامي.
- الفتوى المباشرة وغير المباشرة، وترتيبها بشكل يسهل البحث والوصل إلى المراد منها، وهذه تخدم المسلمين بصفة عامة والمسلمين الجدد بصفة خاصة.
- تزويد الموقع بمصادر وروابط توفر المادة المطلوبة والحديثة من الكتب والأشرطة, والوصول لها بيسر وسهولة، وهذه دعوة غير مباشرة عبر الموقع.
- تفسير الآيات القرآنية بشكل مبسط وواضح، وترجمتها للغات الأخرى وهذه خدمة للمسلمين من العرب وغير العرب.
- تحديد مواقيت الصلاة واتجاه القبلة لأكثر مدن وقرى العالم.
- مساعدة الباحثين في كتابة ونشر أبحاثهم.
- نشر أخبار المسلمين وأحوالهم، وهذا يزيد التواصل بين المسلمين واستشعار همومهم ومعرفة قضاياهم، والمساهمة في دعمهم بشتى الوسائل.
كيف نفعل الدعوة النسائية من خلال المواقع الإلكترونية ؟؟
- تصميم المواقع الدعوية الجذابة: مع التأكيد على ضرورة وضوح الهدف من الموقع، ومناسبة عنوانه لمحتواه خصوصاً في المواقع النسائية.
- التنويع في المادة المقدمة في الموقع: (شرعي- علمي- أدبي- نفسي- ثقافي) حتى تجد كل زائرة بغيتها وحاجتها.
- تحديث المعلومات والرجوع للمصادر الموثقة: وهذا عامل جذب للموقع ويعطي المصداقية, ومن ثم الثقة فيه مما يشجع على العودة لزيارة الموقع.
- تأهيل وتدريب الدعاة والداعيات على استخدام الإنترنت: وهذا مهم لمواكبة العصر ومتابعة المستجدات من خلال هذه الوسيلة.
- التوسط والاعتدال في الطرح: والبعد عن الخلاف حتى يجد قبولاً من كل الأطراف.
- الأخذ في الاعتبار مختلف الفئات العمرية والثقافية:والتركيز على الفتيات واختيار مواد مناسبة لهن حتى لا ينصرفن إلى مواقع سيئة يجدن بغيتهن فيها.
- معالجة قضايا المرأة الاجتماعية والأسرية: (كالطلاق- والتعدد- وتحديد النسل- المساواة,وغيرها)؛لأن هذه القضايا تطرح في وسائل الإعلام بشكل قوي؛ فلا بد من أن يكون للمواقع الدعوية دور في طرحها ومعالجتها وفق التصور الإسلامي.
- الاهتمام بالجوانب الفقهية ذات العلاقة بالمرأة: لأن المرأة في ظل تسارع التغيرات والمؤثرات وتبدل الاهتمامات زادت الإشكاليات حول الحكم الشرعي للكثير من الأمور, ونلاحظ ذلك في برامج الإفتاء عبر القنوات الفضائية المتعددة.
- توفير وسط إعلامي مناسب للحوار مع الزائرات وتبادل الآراء معهن: وهذا يساعد على بناء علاقة بينهن عبر الموقع, ومن ثم تلمس احتياجاتهن ومعرفة رؤاهم ومعالجتها بالنقاش والحوار البناء، وفتح المجال لتبادل الحوار مع غير المسلمين أيضاً.
- اختيار مشرفين ومشرفات مؤهلين علمياً وفنياً: وهذا يعطي ثقة أكبر وقوة للموقع.
- تبادل الأفكار والتجارب الدعوية عبر الإنترنت بين الدعاة والمواقع المختلفة: وهذا بدوره يساعد على تطوير وزيادة فاعلية المواقع الدعوية, وتفادي تكرار الأخطاء ومعالجة نقاط الضعف.
- الاستعانة بالعلماء والدعاة والمفكرين: في الرد على الاستفسارات والشبهات وغيرها, والحاجة إلى ذلك ماسة في الوقت الذي تعالت في صيحات حقوق الإنسان, وحركة تحرير المرأة من وجهة نظر غربية، وعمل الدراسات حولها.
- تقديم خدمات النقل المباشر لبعض المواد الدعوية: (الخطب- المحاضرات- الدروس-الندوات- المؤتمرات ,وغيرها)، وهذه خدمة تُقدم للمرأة وهي في بيتها دون أن تضطر للخروج وتحقق الدعوة فيها الشيء الكثير.
- تقديم خدمات للمتصفحات: كالاستشارات مثلاً، وهذا عامل جذب كبير للنساء في مختلف الدول، وهذه الخدمة تجعل الزائرة تستفيد أيضاً من بقية خدمات الموقع.
- إقامة الدورات والدروس من خلال الإنترنت للنساء الراغبات في ذلك: وهذا الأمر فاعل للنساء البعيدات عن مواقع الدعوة خاصة في البلاد التي تفتقر إلى العمل الدعوي.
- التركيز على الموضوعات التي تهم المرأة، وتلبية حاجة المرأة العصرية: (العناية بالبشرة- الرشاقة-العناية بالصحة,وغيرها)لجذب غير الملتزمات وخاصة الفتيات وهذا فيه فائدتين: الأولى: تناول هذه الموضوعات برؤية شرعية.
ثانياً: دخول الموقع يتيح لهؤلاء الزائرات الإطلاع على بقية أبواب الموقع.
- متابعة ما يستجد في الساحة حول قضايا المرأة الملحة: ومناقشتها وفق الرؤية الإسلامية، من أجل توعيتها وتحصين فكرها.
- الإعلان عن المشاريع والمناشط الدعوية المختلفة: من خلال الموقع ونشر التغطيات حولها، مما يتيح للزائرات معرفتها والتفاعل معها والاستفادة منها.
- عمل ملفات (ثقافية- دعوية- ترفيهية- اجتماعية,وغيرها): من خلال المنتديات أو من خلال الفلاشات الدعوية أو ما يكون على الشبكة مما يهم المرأة؛ فإذا ما وجدت المرأة بغيتها اغتنت عما سواها دون الرجوع إلى مصادر أخرى غير موثوقة.
- تزويد الموقع بمصادر وروابط توفر الكتب والأشرطة والمجلات: التي تهم المرأة والفتاة الطالبات للعلم وغيرهن.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ليست هناك تعليقات:


حينما تكبل فئة من الناس الذنوب وتغمس أفئدتهم في مستنقع الشهوات من عفن الغناء إلى صخب وانحطاط المشاهد وإدمان النظر إلى المومسات ... حينها يطلق قلمي العنان لرحلة المشتاق إلى بلاد الأشواق ... حيث اللذة الدائمة والنعيم المقيم ياأهل الدنيا