الاثنين، 8 يوليو 2013

استعد لرمضان بزيادة الإيمان (٢٥) والأخير ولله الحمد





استعد لرمضان بزيادة الإيمان
(٢٥) والأخير ولله الحمد
يأتي أمر غاية في الأهمية المبحث الخامس: وهو وصف الجنة والنار.
وهذا مبحث غاية في الأهمية، لأن في الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال: ((مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ)) 


فلابد أن تتصور أهمية شهادتك بأن الجنة حق وأن النار حق، تقول موجود في قلبي أن الجنة حق وأن النار حق، لا زلنا نقول أن القرآن سبب لتعميق الاعتقادات، كلما زاد سمعك وفهمك لكلام الله كلما زاد عمق اعتقادك، وهذه المسألة للأسف مُهْمَلة حتى الكلام عن الجنة والنار لا نجد نفسنا نقف أمامه من أجل أن نفهمه بعمق، لابد أن تتصور بماذا وصفت الجنة؟ لماذا؟ لأن شيئًا من وصوفات الجنة أنت تذوقه في الدنيا، فلما تفهم أن هذا ذوق من شيء من نعيم الآخرة، ماذا يحصل في القلب؟ الشوق، والشوق هذا الذي ينقصنا، نحن نمشي مثل الآلة لا يوجد هذا الطموح والشوق الحقيقي، فلابد أن تشوق نفسك بالمعرفة العميقة وليس السطحية.

مثال: شجرة السدر وُصفت أنها من نعيم الجنة قال سبحانه وتعالى {فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ} نحن نحفظ الآية لكن لا نربط أن هذه شجرة السدر هي المقصود هناك في الجنة، بماذا وصف السّدر؟ أنه مخضود يعني ماذا؟ سؤال استفهام مهم يدل على ماذا؟ لا أريد إجابة الآن، هل شعرت أن هذه الكلمة السدر يعني المقصود بها هذه الشجرة ماذا يكون حالها؟ ولماذا هذا الوصف الذي وصفت به ما معناه؟ المقصود من سؤالي أن يتبيّن لنا أن هناك هجر لمعرفة معاني أشياء محفوظة ولا يوجد ربط، يعني هجر مع عدم ربط، كثيرين حافظين لكن المشكلة الربط والفهم.

على كل حال القصة ليست مجرد إحباط القصة هي أن ننتبه ويصبح عندنا شيء من الربط، بعد ذلك ستجد أن أعرابياً أقبل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسأله عن شجرة السدر: كيف يكون في الجنة شجرة تؤذي صاحبها لأن فيها شوك؟ فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالآية، وأنها منزوعة الأشواك، فانظر كيف الأعرابي واعي لما سمع في نعيم الجنة أن هناك شجرة سدر وهو يعرف شجرة السدر مملوءة بها الشوارع، لكن الجنة مختلفة، المقصد لأن هذه الشجرة في الدنيا كلها أشواك فالأعرابي سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كيف شجرة في الجنة تؤذي صاحبها؟ فكان الجواب في نفس الآية، الشاهد من كلام الأعرابي أن سؤال استفهام أُثير في ذهنه وفكر فيه وسأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المشكلة في من يقرأ ولا يخرج معه سؤال استفهام. نكتفي بالخمس مباحث هذه ونختم بها هذه السلسلة المباركة

والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات

ليست هناك تعليقات:


حينما تكبل فئة من الناس الذنوب وتغمس أفئدتهم في مستنقع الشهوات من عفن الغناء إلى صخب وانحطاط المشاهد وإدمان النظر إلى المومسات ... حينها يطلق قلمي العنان لرحلة المشتاق إلى بلاد الأشواق ... حيث اللذة الدائمة والنعيم المقيم ياأهل الدنيا