من هذه الحركات حركة الشريط الأبيض، وهي حركة عالمية تقول إنها تناضل من أجل القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة، وقد انطلقت على إثر مجزرة المعهد المهني في كندا قبل عشرين عاما، والتي راح ضحيتها أربع عشرة امرأة، واعتمدت رمز الشريط الأبيض كشعار لها، وجعلت من الخامس والعشرين من نوفمبر يوما سنويا لإطلاق حملتها التي تنادي بوقف كافة أشكال العنف ضد المرأة.
والملاحظ أنه لم يتم حتى الآن الاتفاق عالميا على ما الذي يمكن أن يعد عنفا؟ وما الذي لا يعد عنفا ضد المرأة..
فعلى سبيل المثال، المرأة في مجتمعاتنا فيما يتعلق بمسألة الميراث لا تعتبر حصولها على مقدار النصف من الرجل عنفا يمارس ضدها، بل على العكس تماما إنها تعتقد أن هذا تشريع إلهي حكيم له قداسته واحترامه، وترفض المساس به مطلقا، بينما حركة الشريط الأبيض بدعوى التدخل لوقف العنف ضد المرأة تريد أن تصادر على اختيار المرأة المسلمة، وتفرض عليها توجها لا يتفق مع عقيدتها.
أليس بهذه الطريقة تمارس حركة الشريط الأبيض فرض الوصاية الفكرية على المرأة! وهي التي تدعي أنها تحارب كل أشكال العنف ضد المرأة؟!
و الكلام نفسه يقال على مفهوم الجندر، أو المطالبة بإلغاء قوامة الرجل، أو سحب سلطة التطليق من الرجل ونقلها إلى القضاء، أو المساواة في مسألة التعدد، أو إعطاء الشواذ من النساء حرية اختيار جنس الشريك، وكل هذه القضايا وغيرها ترفضها أغلب النساء في مجتمعاتنا قبل الرجال.
فماذا وراء حركة الشريط الأبيض؟!
إن حركة الشريط الأبيض لو كانت صادقة في توجهاتها، لانحازت فعلا لقضايا المرأة الحقيقية التي تعاني منها، والتي لا يختلف عليها اثنان في العالم، أما أن تتدخل في القضايا التفصيلية وتتجاهل عقائد الآخرين، وتتسلل مع الوقت عن طريق وكلائها بأوطاننا لفرض أجندتها الخاصة، ومواجهة كل ما يتعلق بالقيم والثوابت والهوية، بحجة الدفاع عن الآخرين، فهذا ما يرسم كل علامات الشك حول توجهات هذه الحركة!
http://www.lahaonline.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق