السبت، 27 أكتوبر 2012

عندما تعجز الكلمات ينطق القلم !!!




وغدت هي إلى حكمة إلهية تركن وتتفيأ ظلالها حين الانزواء.ومن هجير الأقدار أبت الاكتواء ..وصيرت حرها أنسا وطمأنينة وزادا تتقوى به حين اللقاء..
وطفق الاعداء خصفا إثر سكون أمواج تعتري فؤادها وكأنهم في لحظات ترقب عصفا بالكيان..
فأنجز الإله وعدا وسلم المغيث وحده وسمع تمتمات المضطر في ليل بهيم
وأذن مؤذن القوم بالرحيل وكان لها في (....الم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا ))فيها ...) انطلاقة نحو الغاية وما أبهاها من غاية حينما يقصد البلد الأمين وتنوخ الركاب نحو ركب الحبيب ..
وكان لها الأمن والبشرى
وكان لها تحقيقا للمنى

منذ أمد السنين كانت تلح إلحاح عجيب
رباه المستقر..فلاتجعله اخر عهد للطائفين..
وشعرت بأنسام لطف لطيف..تغزو الجراح النازفة وتعيد لشواطئ الثغر سفن الابتسام وأشرعة الفرح المقيم

ثم جلست خلسة تقلب صفحات الأحلام القديمة وذهلت حينما طغى ذلك الحلم العابر الذي خط باللون الأحمر على سائرالأحلام الوردية
وماكادت تطوى صفحة ماضية إلا وهي مذيلة بتلك الدعوة ( رباه ..لتكن هي نعم المستقر)
وكان لها ماأرادت .. تللك منحة ربانية.. وإن غشى أعيننا دمع حارق فأعمى أبصارها عن التفكر في خيرةالقدر المقدر.
وسبحان من أحصى غيب السموات والأرض
فلكل محزون ومكلوم أبشر فالقادم أجمل
والقادم هو هناءة لك ولكن حجب عنا الغطاء وسينكشف يوما (وكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)
كلما مررت بها عاصفة هوجاء قالت :رباه حمدا حمدا لك..
لأنها أيقنت أن الطبيب في علاه يداوي عبيده ويصطفي الأخيار
وليهنأك ياصاحب البلاء هذا الاصطفاء والتمحيص حتى تلقى ربك دون خطيئة
وتنزح إلى الجنات زرفات في زمرة المتقين..

كانت ترددها كثيرا   (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ(214) ....) وكأن النداء وجه إليها..
هي الجنة ويحك .. لن تبلغيها بقصرمشيد هنا أو خدم وحاشية



أو صحة بلاسقم أو سعادة برفيق حان أو طفل بهيج وذرية مباركة..ونعيم ترتعين فيه..
وكانت تحدثها نفسها كثيرا أي خير تتقلبين فيه وقد جبلت على كدر:
(جبلت على كدرٍ و أنت تريدها *** صفواً من التنغيص و الأكدار 
و مكلف الأيام فوق طباعها *** متطلبٌ في الماء جذوة نار )
ثم ماذا أبقيت لك هناك في عقبى الدار..
بئس الأشقياء من استأثروا بدار الفناء وغيبوا داعي هادم اللذات.. وكأنهم قابعون بلازوال ..

ترى ياقوم متى تدركون أنكم جميعا راحلون
قد يتفوه قائلهم : ندرك ذلك!!
كلا ياقوم ماأدركتم والظلم يوقعن بالبائسين من أخوتكم الأذى ويغرس فيهم خنجره
كلا وماأدركتم ذلك وسيوف ألسنتكم المسنة تطيش بمن حولكم ومن كالثريا قتلتموه بوابل من سهم أعينكم
شاهت غارت أنظاركم .. والله البصير جنة منكم ونعم الوقاية..
وهو القائل ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا اخباركم)
وكفى بالبلاء مخرجا لخبث النفس ..وكفى باليقين جهادا وكفى بالله علما بعبيده..
وكفى بالله حسيبا وإليه المشتكى
حينما تكبح هي جماح النفس وتحتضن رداء الاصطبار
ثم توسمونها بالقسوة والغلظة وأشنع الصفات
وقد تعذركم لأنكم تجهلون فنون التعامل مع الله حين النوازل
ومامنكم إلا والموت يطلب أرضه أو لحبيبه محضرا
ثم ماذا أنتم فاعلون ؟!!
نعم ستجيبون بأن تلكم سنة الله التي خلت في عباده
أجل ..ولكن ستجرون أنهار الجزع ..وترقرقون مدامع الفزع.. وتخرجون خاويين الأيدي فلاشكرلكم من الله ولاظفر ثم تقطع نياط قلوبكم إشفاقا على من لم تشق جيبا أو تلطم خدا إذأنكم الأن شعرتم بنزع الروح حين الفقد..
ومامنكم رشيد يخبركم بماضيعتموه من كنوز الصبر عند الصدمة الأولى
حينما تلمسون نفحاتها
تدركون أنها رقيقة الشعور ولكنها ترغب في عظيم الأجور..
ثم لتخبركم هي بسر تلكم القوة الخارقة التي ملأت صدرها قوة وأوسعت
لتستنشق الأنسام
أي أنت وأنت حينما تذكرون الله حال الرخاء سيذكركم حال شدتكم.. حينما تلهجون
وتتضرعون بالدعاء في كل آن سيكون صوت أنينكم مدويا في السماء حينما تنادون ياالله عظم الخطب فمن له سواك
سيأيتكم المدد
قبلما يرتد طرفكم
أجل ..أنه العظيم مايفعل بعذابكم
وهو الغني الحميد !!
انظروا إلى نعمائه الوفيرة ..انظروا إلى عظيم عطاياه .. فهل أديتم واجب الشكر
تلك الأمة أفاض عليها إحسانا وهبات لاتحصي كم هي
وأجملها زهرة الحياة الدنيا تلك الزهرة
الباهرة الندية التي ملأت عليها حياتها أنسا وحبورا
فله الحمد.. كم نجهل الحجب وهو المحيط بماوراء الحجب ..فله وحده المنة والكبرياء..
منذ ذلك اليوم وقد قطعت على نفسها عهدا وألزمتها بالوعود..
أن تبذل مابوسعها بذله حتى تكن شيئا ورقما تبلغه همتها ..
وحتى يأتي يوم ما وتنثر على الورق ..قصة الحلم اﻷتي بأذن الله.
(....انما العزة لله ولرسوله وللمؤمنين)
وشقت هي طريقا نحو القمم ..و أصبحت أثرا
أصبحن يطلبن ودها.. أصبح مامن أحد إلا ويعي من تكون ؟
عزيزة عصية عن الانكسار
هب أنه ضعف عودك واشتد وهن عظمك
أتراك تقيم بين الزوايا وتؤثر السير في الأزقة تغطي وجهك بمظلمة سوداوية خشية المطر..؟!!
أم تراك تندب سوء طالعك حين العوز والفآقة ؟!!
قد تسلم زمام القيادة لنفسك فترى عينيك
بمنظار كئيب!!
فلا تنقلك إلا لبيوت أشباح مرعبة..
ترافقك جلد الذات أينما حللت فلاتخرجك إلى الحياة إلا وأنت في إدبار لإلى الجحيم.
فما يسمع منك إلا زفرات أنينك تحت وطأة الذكريات..
وتمر حياتك أمام مرأى عينيك كإناء لاترى منه إلا شطره الفارغ
فتعبئه دمعا وألما حتى تضيق الأرض عليك بما رحبت..
وتعود حينها إلى أدراجك ويعود إليك رشدك فتنطلق بحثا عن الشطر المملؤء في ذاك الإناء  فتجده نضب بفعل تشققات جدرانه وانشطار أرجائه
تركته يكابد صهاريج الحرور وأهملت ريعه.حتى غدا بعيداولم يعد ينفعك ماتتفوه به من ويلات وثبور.


فانزعن أثواب القنوط وسلم بكائن ما كونه مكون الأكوان
وكن ذا لب فاعتبر..
                           
                                 وبعد 
                        مازال للحديث بقية
                           بقلم : أفاق المزن


ليست هناك تعليقات:


حينما تكبل فئة من الناس الذنوب وتغمس أفئدتهم في مستنقع الشهوات من عفن الغناء إلى صخب وانحطاط المشاهد وإدمان النظر إلى المومسات ... حينها يطلق قلمي العنان لرحلة المشتاق إلى بلاد الأشواق ... حيث اللذة الدائمة والنعيم المقيم ياأهل الدنيا