الجمعة، 22 فبراير 2013

مقتطفات من محاظرة د ـ نوال العيد بمجمع الراجحي سنتر بمكة المكرمة



تأملأت في اسماء الله
(الرحمن ـ الرحيم)
الرحمن ـ الرحيم
أسمان من أسماء الله الحسنى تدل على الرحمة وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( رحمن الدنيا ورحيمهما)
معنى الاسمين في حق الله تعالى:

الاسمان مشتقان من الرحمة و"الرحمن" أشدّ مبالغة من "الرحيم" ولكن مالفرق بينهما؟
الأول: أن اسم "الرحمن" هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق قي الدنيا وللمؤمنين في الآخرة، و"الرحيم" هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة، واستدلوا بقوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ)، وقوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)، فذكر الاستواء باسمه "الرحمن" ليعم جميع خلقه برحمته فكما أن العرش يعم جميع مخلوقاته فرحمته تتسع لجميع المخلوقات.وقال: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا )، فخص المؤمنين باسم "الرحيم" ولكن يشكل عليه قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).الثاني: هو أن "الرحمن" دال على صفة ذاتية و"الرحيم" دال على صفة فعلية.فالأول دال على أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته، وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) وقوله: (إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) ولم يجيء قط "رحمن بهم" فعلم أن "رحمن" هو الموصوف بالرحمة، و"رحيم" هو الراحم برحمته، قال ابن القيم بعد أن ذكر الفرق: وهذه نكتة لاتكاد تجدها في كتاب، وإن تنفست عندها مرآة قلبك لم ينجل لك صورتها ".

القرآن رحمة
الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة
الإسلام رحمة
تراحم الناس واجتماعهم رحمة
أهل الإجتماع أهل رحمة
ومتى ماظهر الخلاف في قوم دل على نشوء الخلاف
بينهم
قال صلى الله عليه وسلم : (اقرؤا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم . فإذا اختلفتم فقوموا
الراوي: جندب بن عبدالله المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2667خلاصة حكم المحدث: صحيح

)
الإفتراق زعزعة للصف
قال تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )
فالتفرق نقمة والاجتماع نعمة من الله تعالى
حتى في الصلاة أمرنا بالمساواه بين الصفوف فإذا تفرقت الأبدان تفرقت القلوب
أسباب رحمة الله تعالى :
رحمة الله تغلب غضبه:وقد ثبت ذلك في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله الخلق كتب في كتابه ـ وهو يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش ـ إن رحمتي تغلب غضبي"، وفي رواية: "إن رحمتي سبقت غضبي"، وهذا الحديث موافق لقوله تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).س:لماذا سبقت رحمة الله غضبه ؟
يقول العلماء في ذلك: لأن الرحمة مقتضى ذاته المقدّسة، وأما الغضب فإنه متوقف على سابقة عمل من العبد حادث. _ فقدم الرحمة التي هي أصلا من صفاته ، وأما الغضب فإنه عارض على مايتوقف من سببه_.وقال الطيبي: في سبق الرحمة إشارة إلى أن قسط الخلق منها أكثر من قسطهم من الغضب، وأنها تنالهم من غير استحقاق، وأن الغضب لاينالهم إلا باستحقاق، فالرحمة تشمل الشخص جنينا ورضيعا وفطيما وناشئا قبل أن يصدر منه شيء من الطاعة، ولايلحقه من الغضب إلا بعد أن يصدر عنه من الذنوب مايستحق معه ذلك.
ثقوا برحمة الله وترقبوا نصر الله وفرجه ولطفه
فهو لطيف يوصل أسباب توفيقه لعبده بطرق خفية لاتخطر على بال أحدنا
قال تعالى : ( ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجّدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا . وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين أخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم)
كيف يرحمنا الله ؟
بعدة أسباب عددها ثمانية :
1 ـ القرأن الكريم :
البركة مع تدبر القرآن والرحمة تتنزل مع آيات القرأن والقرأن رحمة للمؤمن وسخط على الكافر
ووعاؤه قلوب المؤمنين
(إنَّ للَّهِ في الأرضِ آنيَةٌ ، وأحبُّ آنيةِ اللَّهِ إليهِ ما رقَّ مِنها وصفا ، وآنيةُ اللَّهِ في الأرضِ قلوبُ العبادِ الصَّالحينَ )
إن البيوت التي يقرأ فيها القرآن البيوت تترائي لاهل السموات كما تتراي النجوم في السماء
2ـ من أسباب رحمة الله السنة النبوية المطهرة/
قال تعالى : ( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون)
ماحافظ عبد على الصلاة والسلام على رسول الله إلا كفاه الله ماأهمه ورحمه وفرّج كربه
(كم أجعلُ لك من صلاتي ؟ قال : ما شئتَ ، قال : الثُّلُثَ ، قال : ما شئتَ وإن زدتَ فهو أفضلُ ، قال : النِّصفَ ، قال : ما شئتَ وإن زدتَ فهو أفضلُ ، قال : أجعلُ لك صلاتي كلَّها ، قال : إذًا يكفيك اللهُ همَّك ، ويغفرُ لك ذنبَك)
الراوي: أبي بن كعب المحدث:البيهقي - المصدر: شعب الإيمان - الصفحة أو الرقم: 2/686
)
3 ـ من أسباب التقوى الرحمة :
(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ).
التقوى أن تعبد الله كأنك تراه
العفو من التقوى
قال تعالى : ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
حقيقة الدنيا عند الله عز وجل :
هذا الحديث رواه أحمد في "مسنده" (15320) والطبراني في "الكبير" (8138) والبيهقي في "الشعب" (5653) من طريق عَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ : يَا ضَحَّاكُ مَا طَعَامُكَ ؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اللَّحْمُ وَاللَّبَنُ . قَالَ ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى مَاذَا ؟ قَالَ إِلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ . قَالَ : ( فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ضَرَبَ مَا يَخْرُجُ مِنْ ابْنِ آدَمَ مَثَلًا لِلدُّنْيَا )
ما معنى الحديث : فقال المناوي رحمه الله :
"
قال الزمخشري : معناه أن المطعم وإن تكلف الإنسان التنوق في صنعته وتطييبه وتحسينه ، فإنه لا محالة عائد إلى حال يستقذر ، فكذا الدنيا المحروص على عمارتها ، ونظم أسبابها : راجعة إلى خراب وإدبار . انتهى .وقال الديلمي : هذا كناية عن البول والغائط ، يعني : ما يخرج منه كان قبل ذلك ألوانا من أطعمة طيبة وشرابا سائغا ، فصارت عاقبته ما ترون ، فالدنيا خضرة حلوة والنفس تميل إليها والجاهل بعاقبتها ينافس في زينتها ظانا أنها تبقى ، أو هو يبقى . انتهى .فشهوات الدنيا في القلب كشهوات الأطعمة في المعدة ، وسوف يجد العبد عند الموت لشهوات الدنيا في قلبه من الكراهة والنتن والقبح ما يجده للأطعمة اللذيذة إذا انتهت إلى المعدة غايتها . وكما أن الأطعمة كلما كانت ألذ طعما وأكثر دسما وحلاوة ، كان رجيعها أقذر ، فكذا كل شهوة في النفس ألذ وأقوى ، فالتأذي بها عند الموت أشد ، كما أن تفجع الإنسان بمحبوبه إذا فقده يقوى بفقد محبة المحبوب " انتهى من "فيض القدير" (2 / 278-279) . وقال ابن القيم رحمه الله :
"
إن الله جعل طعام ابن آدم وما يخرج منه مثلا للدنيا ؛ فإنه وإن قزحه وملحه ، فلينظر إلى ماذا يصير ؟ فما اغتر بها ولا سكن إليها إلا ذو همة دنية ، وعقل حقير وقدر خسيس "انتهى.
"
طريق الهجرتين" (ص 382-383)

4 ـ من أسباب الرحمة مجالس الذكر :
قال صلى الله عليه وسلم : (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، و يتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة : وغشيتهم الرحمة ، و حفتهم الملائكة ، و ذكرهم الله فيمن عنده
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5509خلاصة الدرجة: صحيح
5 ـ رحمة العباد :
إنَّهُ مَن لايَرحَمْ لا يُرحَمْ
الراوي: أبو هريرة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2318خلاصة حكم المحدث: صحيح
ومن رحم الناس يرحمه الله تعالى
لذا فالأعمال التي تتعلق بالخلق هي أعظم درجة عند الله من الأعمال التي تنتفع بها النفس
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( جاءتني امرأة ومعها ابنتان لها فسألتني فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا ثم قامت فخرجت وابنتاها فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من ابتلي من البنات بشئ فأحسن إليهن كن له سترا من النار ) متفق عليه ، وفي رواية أخرى (إن الله قد أوجب لها الجنة وأعاذها من النار )


6 ــــــ الدعاء :
من أسباب رحمة الله
فمابينك وبين السماء إلا دعوة مجابة
فأحسن الظن بربك
فال تعالى : ({وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
7 ـإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة من أسباب رحمة الله عز وجل :
من أضاع صلاته واتبع شهوته كانت المعصية والشقوة طريقة

(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون)

ـ
8
ـ من أسباب الرحمة الإجتماع /
مااختلف قوم فيما بينهم إلا نزعت الرحمة عنهم
فالمرحومون لايختلفون
وأخيرا من كان له ورد من ليله فلا يفتن
كما جاء في حديث أم سلمة :(كما قال صلى الله عليه وسلم (سبحان الله !! ماذا أُنزل الليلة من الفتن ،وماذا فتح من الخزائن ..أيقظوا صويحبات الحجرات ، فرب كاسية في الدنيا عارية ٍ في الآخرة )رواه البخاري

نسأل الله أن يجعلنا من أولئك الذين جعل لهم لسان صدق في الآخرين
هذا والله ولي التوفيق
كان ذلك مما جاء في محاظرة د / نوال العيد
برعاية مؤسسة كافل لرعاية الأيتام بمنطقة مكة المكرمة
والتي أقيمت في
في مجمع الراجحي سنتر بمكة المكرمة يوم الأربعاء
الموافق 10 ـ 4 ـ 1434هـ
كتبته / أم لمى
اللهم اجعل أحرفي هذه حجة لي لا علي

ليست هناك تعليقات:


حينما تكبل فئة من الناس الذنوب وتغمس أفئدتهم في مستنقع الشهوات من عفن الغناء إلى صخب وانحطاط المشاهد وإدمان النظر إلى المومسات ... حينها يطلق قلمي العنان لرحلة المشتاق إلى بلاد الأشواق ... حيث اللذة الدائمة والنعيم المقيم ياأهل الدنيا