الاثنين، 30 ديسمبر 2013

لا شيء يمنعكِ من التفوق..!








لا شكّ في أن كل إنسان علي وجه الأرض يحب أن يكون ناجحاً, كما يحب أن يكون متفوقاً على أقرانه وزملائه فيها، وهذه سنة الله في خلقه، ولولاها لما تدرج الناجحون والمتميزون في مراقي الكمال. 
وليس النجاح فقط في الحصول علي درجات تامة في الاختبارات أو في الوصول إلي الشهرة العريضة والصفوف الأمامية بين أهل التخصص، ولكن لابد أن تتسع آفاق النجاح لديكِ لأهداف أكبر وأهم، وبدونها لا يكون معنى النجاح مكتملاً.
إن التفوق والنجاح لا يكون متعة ولا يوصل إلى السعادة، إلا إذا كان مصدره القيم، قال تعالى:"قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا"سورة الكهف:103- 104- 
  

 ابنتي الحبيبة: 
النجاح الحقيقي هو شعور ذاتي داخلي بتحقيق ما يصبو إليه الإنسان من خير، وزيادة الثقة بالنفس وتنمية القدرات الذاتية، والمهارات العملية. وأقرب الكلمات القرآنية لمعنى النجاح كلمة (الفوز) ومن أكثر الآيات التي تدلّ على معنى الفوز الذي يقصده القرآن الكريم، قوله تعالى: " كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ"– آل عمران:185 – ومن الواضح أن "الفوز" هو نتيجة أكبر من النجاح في الدنيا، مع أنه ناتج عن السعي فيها، بل هو الأجر المرتقب لذلك السعي..! 

  
ومن ألفاظ القرآن المعبرة عن النجاح الفائق "الفلاح"، ولفظة "المفلحون" تعني: الظافرون بما طلبوا والناجون مما هربوا، وتنصب بالكلية على الإدارة من الداخل، وتنمية الأخلاق و المبادئ الداخلية، قال تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى  وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ، بل تؤثرون الحياة الدنيا، والآخرة خير وأبقى" – الأعلى 18:14-  وقد بين الله تعالى أن أمنية الفلاح والفوز لا تتحقق إلا باتجاه كامل إلى الله تعالى، يصب في النهاية الخير على الخلق في الدنيا، قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" – الحج:77-  (د.أكرم رضا:متعة النجاح، ص:27). 
ابنتي.. 

كم هي جميلة هذه الكلمة (التفوق) ولكن جرت سنة الله تعالى أن الوصول إلى النتائج المرجوة يأتي بعد التوكل على الله تعالى كليةً بالقلب، وبذل الجوارح للأسباب والجهد المطلوب، ولذلك لابد من تفعيل المواهب والإمكانات لتحقيق المزيد من الأحلام والطموحات والآمال الواسعة العريضة، وتأكدي أنّ الثروة الذاتية التي حباك الله بها في شخصيتك, وعقلك,وفكرك, وطاقتك ومواهبك الخاصة هي خير رصيد يمكن استغلاله والإفادة منه لتحقيق أعلى مستويات النجاح والتفوق في حياتك. 
  
وهناك الكثير من الأسباب التي تدفعك إلى التفوق والوسائل التي تعينك عليه، مثل: 
  
- اجعلي نيتك هي إعطاء النموذج الإسلامي الفذ للفتاة: 
لابد أن تتحرك الفتاة نحو تحقيق التفوق، انطلاقاً من رغبتها في تقديم النموذج الإسلامي الفذ للفتاة المتفوقة علمياً وخلقياً، متشحةً بلباس الحياء والأدب، واضعةً على رأسها تاج الحجاب، لا يعوقها عن العلياء شيءٌ أبداً بتوفيق الله تعالى ولا ترضى بغيرها مكاناً. 
ولا تدخر بعد ذلك وسعاً في المشاركة التعليمية لكل من حولها من أقارب وجيران وزميلات أو إخوة صغار في أسرتها، ممن يحتاجون إلى مساعدتها. (حنان عطية الطوري:الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة، بتصرف). 
  
- تحديد أهداف قصيرة المدى: يستطيع الطلاب المتفوقون أن يحددوا لأنفسهم أهدافاً قصيرة الأجل، وأهدافاً أخرى طويلة الأجل، فالأهداف القصيرة الأجل هي التي يمكن إنجاز مهماتها وتحقيقها بالكامل خلال أسبوعين إلى عشرة أسابيع، مثل: "أريد الحصول على تقدير ممتاز في هذا الفصل الدراسي.
وأما الهدف الطويل الأجل فهو مثل: "أريد أن أحفظ القرآن الكريم في خمس سنوات، أو أريد التخرج من الجامعة بمعدل ممتاز, والتحق بالدراسات العليا في مجال التخصص" 
  
- نار الحماسة: أشعلي نار الحماسة بداخلك، و استمري في النفخ و التهوية عليها بعد أن تنتهي من صياغة الأهداف التي تريدين تحقيها لنفسك، وإن وضع الأهداف نصب عينيكِ دائماً وتمثل العواقب الطيبة لما تبذلينه من جهد، كفيلة بالحفاظ على جذوة الحماس مشتعلة. 
  
اقتطعي دقيقة من وقتك الثمين كل يوم لترتاحي فيها قليلاً وتتأملي. أغلقي عينيكِ وتصوًري نفسك وقد حققتِ الهدف الذي تريدينه وتطمحين لتحقيقه، تدربي على هذا التصور كل يوم وستنمو بذلك الرغبة في تحقيق الهدف المنشود. 
  
- لا تهملي أي جزء من المقرر؛ فقد بينت الدراسات أنّ كثيرا من الطلاب يحصلون على درجات سيئة في اختباراتهم؛ لأنهم اعتمدوا على افتراضات خاطئة خلال الفصل الدراسي، كأن يعتقدوا أن جزءا من المقرر غير هام، ولن تأتي أسئلة منه في الاختبارات، ولكن يأتي الاختبار على خلاف ما توقعوا. 
  
- انظري بعين الاعتبار إلي فوائد الدراسة، ورددي دائماً: ماذا أستفيد من الدراسة الجادة؟ ثم أجيبي نفسك بما يأتي: إنّ الدراسة تستغرق وقتاً أقل من غيرها من الأعمال.
تحسن المظهر العام للطالب.
الحصول على تركيز دراسي أفضل 
تحسين عادات التفكير.
الحصول على مزيد من المعرفة .
تطوير الثقة بالنفس علمياً واجتماعياً.
  
كُلي باعتدال، وتناولي كميات قليلة من الطعام، ووجبات متعددة إذا أمكن تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على كافه البروتينات والنشويات والألياف والدهون المعتدلة، والمأكولات التي تساعد علي تحسين الصحة بشكل عام،  مارسي التدريبات الرياضية المعتدلة بشكل دوري، وأقلها أن تحافظي على رياضة المشي. 

- اقرئي كل ما تستطيعين من المعلومات المفيدة، أو استمعي، و طالعي كتب العلوم والتفسير والحديث والعقيدة والأدب والتاريخ، ولا تنسي كتب السير الذاتية، وتراجم المتفوقين الأبطال والرواد من الرجال والنساء، فإن هذه كنوز يجب أن تعرفيها. 
  
اختاري صديقاتك بعناية فائقة: الكثير من الطلبة والطالبات أحيانا بأهم المؤثرات على حياتهم وأنّ الأشخاص الذين تراهم باستمرار لهم أثر كبير على حياتك وتصرفاتك بشكل عام
وغالبا ما يميل الفرد إلى التأثير بأسلوب حياة الأشخاص الذين يصادقهم؛ ف(المرء على دين خليله ولينظر أحدكم من يخالل)رواه أبو داود والترمذي وصححه، وحسنه عدد من العلماء منهم الألباني. 
  
- تغيير القناعات الخاطئة عن نفسك وقدراتك: فقد يحجز الفتاة عن التفوق مجرد قناعات خاطئة لديها عن قدراتها، وإمكانية تحقيقها للتفوق على أقرانها، ففي إحدى الدراسات من خلال متابعة المرشد الطلابي لكثير من حالات الطلاب ضعفاء التحصيل العلمي، سجلّت الدراسة ملاحظة أن فقد التنظيم وأخذ الأمر الدراسي بنوع من عدم الجدية والرضا عن واقع الطالب – الطالبة-  ومحاولة إقناع نفسه بأن هذه هي قدراته تعكس أن هناك خللاً في تصور مفهوم التفوق، ربما لدى الطلبة والطالبات، وربما لدى بعض أولياء الأمور أيضاً. 
  
-ولكن ثقي بقدراتك الذاتية: فقد تفكر بعض الفتيات بأنها بحاجة إلى عنصر سحري للتفوق ولا تدري ما هو هذا العنصر!، فهل تعتقدين أنت أيضاً أنك تفتقرين إلي الأدوات والوسائل والمصادر والفرص والقدرة أو هل ينقصك الذكاء؟ يجب أن تكفّي فوراً عن هذا التفكير السلبي، ولتبدئي من الآن عمل إحصاء للهبات والمزايا التي اختصك الله بها. 
  
- تخلصي من عوائق التفوق الدراسي، مثل: 
-  عدم التعود على برنامج مكثف للمذاكرة الجادة منذ سنوات التعليم الأولى؛ فمن شبّ على شيء شاب عليه، ومنها وجود بعض المثبطين الذين يشيعون جوا من الإحباط في نفوس الطلاب. 
- ومنها الاندماج في وسط صحبة لا تضع التفوق من ضمن أهدافها التي تسعى بجدية لتحقيقها، ولكنها تقنع بتحقيق المستويات الدنيا من النجاح. 
 - ومنها كثرة وسائل الترف، وما يصرف عن الحياة الجادة في البيئة المحيطة، مع عدم اكتراث الوالدين بضبط تعامل الفتاة مع تلك الوسائل الصارفة لها عن عملها الأساسي كطالبة. 
  
واحذري من المبالغة.. 
التفوق لا يعني بالضرورة أن تعيش الطالبة في عزلة عن المجتمع، تحبس نفسها بين أربعة جدران، وتعكف على القراءة والتلخيص، بل لابد من أخذ الأمور بنوع من الأريحية يصاحب ذلك توكلاً على العلي القدير الذي بيده مفاتيح كل شيء، فتجمع بين التوكل على الله تعالى، والأخذ بالأسباب، من تنظيم للوقت، وإعطاء النفس حقها من الترفيه المباح، ورفقة من يعين على النجاح والتفوق، وحسن النية في المنافسة مع الأقران. وثقي أنك بعد ذلك تلجين بإذن الله تعالى إلى ميدان التفوق من أوسع أبوابه . 
  
وأخيراً..بنيّتي 
  
إنّ نجاحك في الحياة يأتي عبر إدراكك لأولوياتك وقدراتك. 
وطريقتك في ترتيب الوقت والأعمال، فلا تسمحي لأحد بأن يبعدك عن هذه الأهداف. استمري في إنجاز أعمالك. و اعتبري نفسك في حالة نجاح وتفوق مستمر. 
  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
المراجع:


  • مراهقة بلا أزمة: د.أكرم محمد رضا
  • الثقة بالنفس طريقك لكسب ذاتك والآخرين: عاطف أبو العيد
  • الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة: حنان عطية الطوري
  • متعة النجاح: د.أكرم محمد رضا.
http://www.lahaonline.com/

ليست هناك تعليقات:


حينما تكبل فئة من الناس الذنوب وتغمس أفئدتهم في مستنقع الشهوات من عفن الغناء إلى صخب وانحطاط المشاهد وإدمان النظر إلى المومسات ... حينها يطلق قلمي العنان لرحلة المشتاق إلى بلاد الأشواق ... حيث اللذة الدائمة والنعيم المقيم ياأهل الدنيا